

تشير معضلة البلوكشين إلى صعوبة تحقيق التوازن بين ثلاثة عناصر أساسية في أي نظام بلوكشين: قابلية التوسع، الأمان، واللامركزية. البلوكشين هو سجل رقمي موزع ينظم البيانات زمنياً ويؤمنها بواسطة حلول تشفيرية متقدمة. أحدثت هذه التقنية تحولاً في العديد من القطاعات وغيرت نمط العمل والحياة.
ابتكر مؤسس Ethereum فيتاليك بوتيرين مصطلح معضلة البلوكشين ليشرح صعوبة تحقيق مستويات مثالية من اللامركزية والأمان وقابلية التوسع بشكل متزامن. غالباً ما يؤدي تحسين جانب واحد إلى إضعاف جوانب أخرى، ما يشكل تحدياً رئيسياً أمام التبني الواسع لتقنية البلوكشين.
اللامركزية في شبكات البلوكشين تعني غياب جهة مركزية تتحكم بالنظام، ما يتيح لكل مشارك وصولاً متساوياً للبيانات. يتيح هذا النموذج ظهور Web3 حيث يمتلك المستخدمون السيطرة على بياناتهم وحياتهم الرقمية. إلا أن ذلك قد يؤدي إلى بطء تنفيذ المعاملات بسبب الحاجة إلى إجماع عدد كبير من المشاركين.
يُعد الأمان عاملاً أساسياً في شبكات البلوكشين، ويتم تحقيقه عبر التشفير وآليات التوافق. يوفر التشفير توقيعات رقمية للبيانات، وتوفر آليات مثل إثبات العمل (Proof of Work - PoW) حماية السجل. كما يساهم عدد المشاركين في تعزيز الأمان، إذ تزداد مقاومة الشبكة للهجمات كلما زاد حجمها.
تعبر قابلية التوسع عن قدرة شبكة البلوكشين على معالجة أعداد متزايدة من المعاملات في الثانية، وهي ضرورية للوصول إلى قاعدة مستخدمين أوسع. لكن العديد من الشبكات واجهت صعوبات في التوسع بسبب التركيز على اللامركزية والأمان، ما يؤدي إلى ازدحام وتأخير في المعاملات وارتفاع الرسوم مع زيادة المستخدمين.
تم تطوير عدة أساليب لمواجهة معضلة البلوكشين:
آليات توافق بديلة: مثل إثبات الحصة (Proof of Stake - PoS) لتحسين قابلية التوسع مع الحفاظ على الأمان واللامركزية.
التجزئة (Sharding): تقسيم البلوكشين إلى أجزاء أصغر تُسمى الشظايا، حيث تعالج كل شظية معاملاتها الخاصة لتخفيف الضغط على السلسلة الرئيسية.
حلول الطبقة الثانية (Layer-2 Solutions): تُنفذ فوق بنية الشبكة الحالية، مثل السلاسل الجانبية وقنوات الحالة، بهدف تعزيز قابلية التوسع دون التأثير على أمان أو لامركزية السلسلة الرئيسية.
ما تزال معضلة البلوكشين تشكل تحدياً رئيسياً أمام التبني الجماهيري، إلا أن المحاولات المستمرة لمعالجتها تبشر بإمكانات واعدة. ومع تطور التكنولوجيا وظهور حلول مبتكرة، قد نشهد شبكات تحقق التوازن بين اللامركزية والأمان وقابلية التوسع، مما يمهد لتحولات كبيرة في مختلف القطاعات.
لا، لم يتم حل معضلة البلوكشين بعد. رغم التقدم المحرز، لم تحقق أي شبكة بلوكشين التوازن الكامل بين قابلية التوسع والأمان واللامركزية في آن واحد.
يتطلب حل معضلة البلوكشين تطبيق حلول الطبقة الثانية، والتجزئة، وآليات توافق مبتكرة لتحقيق التوازن بين قابلية التوسع والأمان واللامركزية.
تعني قاعدة 51% إمكانية شن هجوم إذا سيطرت جهة واحدة على أكثر من نصف قوة التعدين في البلوكشين، مما يمنحها قدرة على التلاعب بالمعاملات وسلامة الشبكة.
الطبقات الخمس للبلوكشين هي: 1) التطبيق، 2) التنفيذ، 3) التوافق، 4) الشبكة، 5) البيانات. وتؤدي كل طبقة دوراً محورياً في عمل وأمان البلوكشين.











