قبل عدة أيام وأنا أتفقد الرسائل الخاصة، رأيت رسالة مؤلمة: أحد الأصدقاء استثمر كل مدخراته التي جمعها خلال أكثر من نصف عام، أكثر من خمسين ألف، في السوق وخسر كل شيء تقريباً ولم يبق في حسابه سوى 4600 ريال. قال لي إن هذا المال جاء من تعبه وجهده الحقيقي، والآن لم يعد يملك حتى الشجاعة لمتابعة السوق.

خلال خمس سنوات من التداول بالعقود، رأيت الكثير من هذه القصص. ولأكون صريحًا: العقود بطبيعتها لعبة احتمالات، وليست ساحة حظ. البقاء في السوق أهم مئة مرة من البحث عن الثراء السريع. كثير من الناس يبدأون الصفقات بحماس شديد، وعندما يخسرون يلقون اللوم على الحظ، لكنهم لا يسألون أنفسهم إذا كانوا يملكون أبسط قواعد البقاء.

هذا الأخ استطاع فيما بعد أن يحول 4600 إلى 200,000، ولم يكن ذلك بالحظ. في ذلك الوقت أجبرته على اتباع عدة قواعد صارمة، واليوم أشاركها معكم، ومن يأخذ بها سيوفر على نفسه ثلاث سنوات من التعلم المكلف.

**القاعدة الأولى: قسم رأس المال، لا تضع كل ما تملك في رهان واحد**

أول ما قلت له: "خسارتك لم تكن بسبب السوق، بل لأنك راهنت بكل مدخراتك، خسارة واحدة كانت كافية لتخسر كل شيء."

جعلته يقسم الـ4600 إلى عشرة أجزاء، كل جزء 460، وفي كل مرة يستخدم جزءاً واحداً فقط في الصفقة—إذا سار الاتجاه كما توقع؟ خذ ربح 20%-30% واغلق الصفقة فوراً، لا تطمع بما تبقى؛ إذا كان الاتجاه خاطئًا؟ عند الوصول إلى حد الخسارة اخرج فورًا، الخسارة ستكون بسيطة ولن تؤثر على رأس المال الأساسي. بهذه الطريقة، حتى لو خسر ثلاث مرات متتالية، سيبقى لديه 70% من رأس المال.

تحقيق انتصارات صغيرة متراكمة أكثر واقعية بعشرة آلاف مرة من حلم مضاعفة رأس المال في ليلة واحدة.